ما أجمل أن نبتعد قليلا عن صخب التلفاز ومقاطع اليوتيوب وحوارات الفيس بوك لنجلس مع أبنائنا ونحكي لهم بعض القصص التي تعلمهم القيم الجميلة، تلك القيم التي تعلمناها من حواديت جداتنا وأمهاتنا والتي كنا نستمتع بها في ليالي الشتاء الدافئة وسهرات الصيف الهادئة كم غرست تلك الحواديت في نفوسنا من قيمة طيبة، وكم علمتنا من خلق نبيل، لقد كان الخير واضحا في هذه الحواديت كالشمس، فسطع الحق في صدورنا كضوء النهار ، وكان الشر فيها كالليل، فكرهناه كراهيتنا للظلام، وكانت أيام طفولتنا جميلة كجمال قلوب آبائنا وأجدادنا، وما زلنا تعيش مع حكاياتهم حتى اليوم، فأصواتهم ما زالت تتردد في آذاننا مهما ابتعدنا عن منازل الطفولة، ومن حق أبنائنا أن نفرغ لهم بعضا من وقتنا، لنحكي لهم أجمل القصص والحكايات، والتي ستكون يوما ما شموع الذكريات التي يسيرون على ضوءها في هذه الحياة، ويتذكروننا به بعد موتنا إننا نحكي الحواديت لأطفالنا حتى يظل صدى أصواتنا يتردد في آذانهم مدى الحياة، ونصنع معهم أجمل الذكريات، ولا تتوقف ألسنتهم عن الدعاء لنا كلما تذكروا حكاياتنا ومواقفنا الجميلة، وخطوة على هذا الطريق نقدم في هذا الكتاب 25 حكاية تربوية و 25 قيمة أخلاقية، وأحداث هذه الحكايات تدور في عالم الحيوان ، حتی نغرس القيم في عقل الطفل وقلبه بطريقة هادئة وجميلة ، وبعد كل حكاية نقدم للمربي باقة من الأفكار العملية التي تعزز القيمة التربوية الواردة في القصة ، ونسأل الله تعالى أن يملأ هذا الكتاب إخلاصا وتوفيقا وقبولا وبركة ، وأن يكون له أثر طيب في كل بيت وروضة ومدرسة، اللهم آمين .