طوال زمن رواية «بين الحرير» يتنقل بطلاها؛ «دولت» الفتاة العشرينية الثورية؛ و«محسن الحكيم»، الكاتب الخمسيني، بين عدة أماكن تاريخية في مدينة القاهرة، لجوءًا لهذه الروح العتيقة التي تسكنها. بينما يتصاعد، في خلفية مسرح لقاءاتهما، دخان وصراخ حشود «ثورة» تدور في الشوارع بإيقاعات مختلفة. تحت لهيب نشوات وانتكاسات هذه «الثورة»؛ سيفتح جسر هذيْن العمريْن المتباينيْن، سيسمح بتبادل الكثير من المشاعر الطازجة وغير المطروقة. وستتناثر، أيضًا، على أرضية مسرح لقاءاتهما، الكثير من الأسئلة التي تخص حياة كل منهما، والحياة في مصر بشكل عام، التي كانت تقف على حافة تحولات كبرى، جعلت «الثورة» تبدو كلغز يصعب فكَّ شفرته حينها. كل الأسئلة التي فجَّرتها هذا الفارق العمْري بين البطليْن، كانت غالبًا بلا إجابات. لم يدركا، دولت ومحسن، حينها، بأنها كانا يشغلان، بصداقتها الاستثنائية هذه، مساحة صغيرة من أرض هذا المستقبل الغامض الذي لم يظهر بعدُ.